سمات النجاح في شخصية الأستاذ عبدالكريم بن عبدالله العليط

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (يرفعُ اللهُ الذينَ آمنُوا منكمْ والذينَ أُوتوا العلمَ درجاتٍ واللهُ بما تعملونَ خبير) صدق الله العظيم.

إنه لشرف كبير، أن يجتمع المرء للثناء والتقدير، وفاءً لسيرةٍ مليئةٍ بالعلم والعمل والعطاء، لرجلٍ كرَّس جهده لرفعة وطنه وخدمة التعليم فيه.

الأستاذ عبدالكريم العليّط.. قامة تعليمية كبيرة، تنقل في خدمته منذ أكثر من ثلاثة عقود كمعلم، وكمشرفٍ، وكمدير مكتب تعليم، وقد رافقته لسنوات وهو يدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف، ووجدتُ فيه شخصية ناجحة في ذاتها، ولا ترمو إلا لمساعدة الآخرين لتحقيق النجاح، وهو قدوة حسنة في الهدف النبيل والإدارة الناجحة والخُلق الرفيع.

أولاً/ أهدافه النبيلة..

خارطة الطريق عند الأستاذ عبدالكريم هي الأهداف التي وضعتها الدولة في سياستها للتعليم، والتي أساسها بناء المواطن العارف والقادر على تحمل المسؤولية والمساهمة في حفظ المجتمع وتقدم الوطن.

يؤمن الأستاذ عبدالكريم بالإنسان.. لذا جُل تركيزه كان في تحفيز منسوبي التعليم من معلمين أو طلاب لزيادة خبراتهم، ولاستثمار نتائج كل ذلك في منفعة المجتمع الذي ينتمون إليه.

يطمح دائمًا إلى التميز.. لا يرضيه الأداء الباهت أو العادي، وإنما يحث على التفوق، وعلى الأداء النوعي، وعينه دائمًا على الرقي بكل ذلك للمنافسات وتحقيق المراكز الأولى على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، مما يبعث على الفخر للمجتمع، ويقدم صورة مشرفة للوطن.

ويمكنني تلخيص ذلك بأن “تحقيق الإنجازات” هو هدف أساس عند الأستاذ عبدالكريم، وهذا الهدف يتم من خلال أهداف أخرى تتكامل معه، منها العناية بالبيئة التعليمية بحيث تكون ملائمة ومحفزة من الناحية النفسية والتربوية والتعليمية، ومنها تعزيز ثقة منسوبي التعليم بأنفسهم وتقوية أدوارهم، وتبادل الخبرات، وتنمية المهارات وزيادة الوعي والمكاسب المعرفية، ودعم الموهوبين والموهوبات بما في ذلك الإلحاح على الجودة والابتكار والإبداع والبحث العلمي، والسمو بالطموح، والاهتمام باستثمار التقنية المعاصرة.

ثانيًا/ إدارته الناجحة:

لم يكن الأستاذ عبدالكريم رجلاً عشوائيًا في إدارته بالرغم من قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة، بل كان منظمًا ويهتم كثيرًا بتشكيل الفرق التي يختار أعضاءها بعناية، بغرض وضع الخطط والتشاور لتحقيق أي هدف أو إنجاز أي مشروع أو فعالية، والعمل على تمكين فرق العمل ودعمهم، والعمل بمنهجية التيسير وتقديم المساعدة للجميع، وتلك كانت استراتيجية أساسية في طريقة إدارته.

كان أيضًا يملك رؤية مستقبلية واضحة وشديد الرغبة في إتقان العمل، وتلك من صفات المدير الناجح. وهو رجل أيضًا متفائل وملم بمتطلبات العمل، ودقيق في فهم الأنظمة واحترام القوانين، وكيف لا يكون كذلك وهو الحاصل أيضًا على الماجستير في القانون.

كما أنه كان يحرص على التواجد بين موظفيه، وعلى زيارة المدارس، مما يحفز الجميع على الإخلاص في العمل، كما يجعل منه مديرًا قريبًا من موظفيه لسرعة حل أي مشكلة أو احتواء أي عائق.

كان يهتم لئن يطور منسوبو المكتب من قدراتهم مما يرفع من إنتاجية العمل، ومنصفًا في توزيع المهام وإتاحة الفرص، وحتى في الاستماع إليهم أو مناقشتهم.

كما أن تشجيع المبادرات الإبداعية وتكريم المميزين هي من سمات إدارته، وهو الأمر الذي يدل على تقديره الكبير للمبادرين والمبدعين والمميزين، ودعمهم لتحقيق المزيد.

ثالثًا/ خُلُقه الرفيع:

ما من شكٍ أن هذا الرجل كان وما زال محبوبًا جدًا، ويشهد على ذلك الجمع الطيب في مقر الحفل المنعقد لتكريمه، وقد تحملنا وسنتحمل المزيد من عتب بقية المحبين له لعدم تمكننا من دعوتهم للحضور لهذا الحفل، وذلك لأسباب تعلمونها وعلى رأسها متطلبات الاحترازات الصحية، وقد كنا نأمل منذ تقاعد الأستاذ أن نحتفي به وبسيرته الثرية بالعطاء، ولكن لظروف الجائحة أجلنا ذلك عدة مراتٍ حتى تسنح الفرصة لنقيم حفلاً يليق قدر الإمكان بمكانته.

وإننا نحتفي برجل بالإضافة إلى مساهمته في تحقيق الإنجازات الكبيرة لقطاع التعليم في محافظة القطيف خلال فترة إدارته لمكتب التعليم فيها، فقد كان أيضًا ناجحًا في التواصل الإنساني والاجتماعي، مبتسمًا على الدوام، وهادئًا منضبطًا في انفعالاته، مخلصًا، طيب القلب، محبًا للخير، متواضعًا، يسعد لنجاح الآخرين.

إن كل تلك السمات الإيجابية في شخصية الأستاذ عبدالكريم العليّط تواءمت وانسجمت مع سمات خلاقة في مجتمع محافظة القطيف الذي يعشق النجاح والتميز، وسمات إبداعية في مشرفين ومعلمين لا يرضون إلا بالتميز في الأداء، بالإضافة إلى دعم وتحفيز وزارة التعليم والإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية لكل ذلك، مما صنع منظومة التميز التي عايشناها وما زلنا نعيشها لمكتب التعليم في محافظة القطيف.

ومن منجزات مكتب تعليم القطيف خلال فترة إدارة الأستاذ عبدالكريم، وهي منجزات كثيرة يصعب حصرها على عجالة، ولكن أذكر عناوين عامة فقط:

– حصول مكتب تعليم القطيف كأفضل مركز تعليم في المفاضلة التي أقيمت على مستوى المنطقة الشرقية.

– فوز مجموعة من المدارس بالمركز الأول ومراكز أخرى متقدمة على مستوى المملكة في جائزة التميز الوزارية.

– تصدر قائمة العشر المدارس الأولى في اختبارات قياس.

– تحقيق الطلاب لعدد كبير من الميداليات والألقاب في المنافسات المحلية والدولية.

– حصول عدد من المعلمين والمعلمات على جوائز التميز والمراكز المتقدمة على مستوى المملكة وعلى المستوى الإقليمي والدولي.

– اقتناص المراكز المتقدمة في عدة مسابقات ومنافسات علمية ورياضية.

وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لمحافظ محافظة القطيف حفظه الله على تشريفه للحفل، ولكل أصحاب السعادة والمسؤولين ممن شرفونا بحضورهم ومشاركتهم لنا. والشكر موصول للزملاء منسوبي التعليم بمحافظة القطيف من مشرفين ومديري مدارس، ولمجلس القيادة المدرسية بمكتب تعليم القطيف، ولأعضاء لجنة المناسبات والعلاقات العامة، ووحدة الإعلام والاتصال، ولكل فرد ساهم في إنجاح هذا الحفل البهيج.

دعائي لأخي العزيز الأستاذ عبدالكريم العليّط بدوام النجاح والتألق، وأسأل الله عز وجل أن يديم نفعه لوطنه، ويزيده من رزقه، وأن يحفظه بأتم صحة وسعادة.


  • هذا النص بمناسبة حفل تقاعد الأستاذ عبدالكريم بن عبدالله العليط الذي أقامه مكتب التعليم بمحافظة القطيف يوم الثلاثاء 7 رجب 1443هـ.